إذا عرف الصغير ربه، وعظم قدر ربه في قلبه، نشأ على طاعة الله تعالى، ونشأ على محبته، وأحب عبادة الله وعظمها في صغره، وسهلت عليه وداوم عليها في كبره، وكره المعصية ونفر منها، وكره كل ما نهى الله تعالى عنه؛ حيث أن آباءه يعلمونه الخير ويؤدبونه عليه logo إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة
shape
شرح لمعة الاعتقاد
300207 مشاهدة print word pdf
line-top
بحث في بعض مسائل عقيدة أهل السنة والجماعة

ثم كل ما شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة نشهد له بها، كقوله للحسن والحسين أنهما سيدا شباب أهل الجنة وإن كانا لم يموتا إلا بعدما أسنا وبلغا الشيخوخة أو قاربها، وقوله لفاطمة إنها سيدة نساء أهل الجنة، وما ذكره أن خديجة بشرها جبريل ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
وكذلك لما نزل قول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وكان ثابت بن قيس بن شماس رضي الله عنه ممن يتكلم ويخطب عند النبي صلى الله عليه وسلم؛ فخاف أن الآية نزلت فيه واكتن في بيته، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه فوجدوه يبكي ويقول: أخشى أني حبط عملي، وأني من أهل النار، لأني لا أغض صوتي عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ارجعوا وبشروه بالجنة يقول الراوي: فرأيناه يمشي على الأرض وهو من أهل الجنة، وقتل رضي الله عنه شهيدا في قتال اليمامة في قتال مسيلمة .
يقول: ولا نجزم لأحد من أهل القبلة بجنة ولا نار إلا من جزم له النبي صلى الله عليه وسلم .
أهل القبلة هم المسلمون الذين يصلون إلى القبلة، يستقبلون الكعبة قبلتهم، سواء في صلاتهم أو في توجههم أو في أعمالهم أو يحبونها ويعترفون بفضلها ويحجونها ويعتمرون هؤلاء أهل القبلة، لا نكفر أحدا منهم بذنب اقترفه دون الشرك، وكذلك لا نشهد لأحد بأنه من أهل الجنة، أو من أهل النار، إلا من شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن نرجوا للمحسنين ونخاف على المسيئين، فالمحسنون الذين على العقيدة وكذلك قد أحسنوا الأعمال وأصلحوها يرجى لهم الخير؛ يرجى لهم أنهم من أهل الخير، ولكن لا نقول يقينا إن هذا من أهل الجنة إلا إذا شهد له النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك النار لا نشهد لأحد من العصاة بأنه من أهل النار؛ إلا أننا نخاف على المسيء الذي عمله سيئ كالمصر على سيئات أو على بدع أو نحو ذلك نخاف عليه، يُخاف على هذا أنه من أهل النار ولكن من غير جزم، لأنا لا نعلم بالعواقب، ولا نعلم بما ختم له به، ولا نعلم بما في القلوب، حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الناس بالظاهر؛ يعني غالبا، ويقول: إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم .

line-bottom